اخبار دولة الاحتلالالراية الفلسطينيةمقالات

نتنياهو يقرع طبول الحرب

 

بقلم اسماعيل جمعه الريماوي

نسمع في الفترة الأخيرة الكثير من التصريحات و التهديدات الإسرائيلية وعن اجتماعات للمجلس الوزاري المصغر الكابينت وعن التهديدات الإسرائيلية لإيران و حلفائها و وكلاءها في المنطقة و بعد الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على غزة و المناورات العسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني كل هذه الأوضاع قد تشعل المنطقة او تزيد من مخاطر اندلاع اشتباك مباشر بين إيران وإسرائيل، وعلى وقع تهديدات المسؤولين في تل أبيب لطهران والاتهامات المختلفة، من ضمنها ما جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن إيران تعمل على قطاع جديد ضمن القوات البحرية، لإنشاء ما وصفه بـ”قواعد إرهابية عائمة”.

فيما قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حاليفا، إن إيران تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، مؤكدا أن المواجهة معها أصبحت مباشرة ومتوقعة في عدة جبهات.

وتريد إسرائيل التأكيد أنها لن تسمح لطهران بحيازة سلاح نووي، ويظهر ذلك جليا في تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع إيران من امتلاك النووي، مشيرا أنه إذا زادت تخصيب اليورانيوم إلى 90%، فستكون لذلك تبعات على الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت يتهمها بخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل عبر وكلائها القريبين من الحدود.

واعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق، أمير الموسوي، أن تصريحات إسرائيل تأتي للعدوان على منشآت مدنية إيرانية، مشددا على أن إيران جاهزة لمواجهة إسرائيل التي تعتدي على مواقع لإيران أو لحلفائها وأصدقائها.

وقال إنه لا بد من إنشاء قوة رادعة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية ضد إيران في المنطقة، وإنه من حق إيران الدفاع عن نفسها وتقوية حلفائها ودعمهم.

تحاول اسرائيل أن توحد الصف الداخلي من خلال تصريحات ضد إيران وجلب رضا ومساعدة الولايات المتحدة والدول الغربية.

وبان المواجهة بين الطرفين بدأت تأخذ منحنى جديدا من خلال استهداف إسرائيل لمواقع إيرانية في سياق الصراع الدائر بينهما.
و أن الصراع احتدم بين الطرفين بعد دخول إيران للمنطقة وعقد مصالحة مع السعودية وقد ملأت فراغا كانت تسعى إسرائيل للوصول إليه، وفي ظل ما تهدف له تل أبيب من السيطرة على المنطقة، لافتا إلى أن إسرائيل تحاول السير قدما في التطبيع مع السعودية، وهي صور مختلفة من المواجهة مع إيران للتنافس .

ام إن الحديث عن حرب هي محاولة إسرائيلية لجذب الانتباه في ظل الواقع العالمي وأولوياته، و أن حكومة نتنياهو تحاول تسويق الاعتبارات الأمنية لها لكنها لن تؤدي إلى تحقيق أهدافها.

ام أن من يتم تداوله محاولة للهروب من الملف الفلسطيني الذي يفرض تحديات إضافة على الجانب الإسرائيلي، وأن الإيرانيين لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع الواقع الحالي وعدم الانجرار وراء إسرائيل.
في حين نجح نتنياهو و بصعوبة من الخروج من ملف تصويت الكنيست على الموازنة العامة ومن خلال ابتزازات شركاءه المتطرفين في الائتلاف وقد نجى من اسقاط حكومته ، وليتفرغ إلى موضوع الإصلاحات القضائية ليكن في مواجهة مع المعارضة والشارع من جديد لذلك يسعى و بكل جهده إلى تصدير أزمته هذه إلى الخارج .
يستغل التهديد الإيراني لإشغال الإسرائيليين بخطر خارجي مبالغ به هذا ما قاله عوزي عيلام مدير عام اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية سابقا، في مقابلة أجرتها صحيفة يديعوت أحرونوت عام 2014.
ولطالما استخدم نتنياهو إيران فزاعة لإشغال الإسرائيليين بخطر خارجي ولا أتفق مع أن الأوقات التي اتكأ فيها نتنياهو على إيران كفزاعة كانت فقط عندما غدت الفزاعات الأخرى -كالضفة الغربية أو حركة حماس أو الجبهة الشمالية (حزب الله)- أقل تهديدا.
أثبتت المرحلة الأخيرة في ظل حكومة نتنياهو السادسة أنه على الرغم من اشتعال الجبهات مع الفلسطينيين وفي الشارع الإسرائيلي، لم يمنعه ذلك من تضخيم فزاعة إيران من خلال الحديث بجدية عن ضربة عسكرية ووضعها على الطاولة، من ضمن الخيارات التي ناقشها المجلس الأمني الوزاري الإسرائيلي المصغر، والمطالبة بزيادة ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية لذات الهدف.
في ظل وضع مأزوم داخليا وخارجيا، يوصف نتنياهو بالحاضر الغائب في الأوساط الإسرائيلية. يمتهن الرجل الحديث عن إنجاز مرتقب في الملفات الدولية بالتزامن مع تعقيد المشهد في الأزمات الداخلية، وهو معتاد على ضرب قضية بأخرى ضمن إدارته للصراعات ، استراتيجيته هذه لم تعد مجدية، خاصةً أن عملية ما في القدس أو غزة او في مستوطنات الضفة الغربية لا توقف سيل المظاهرات المنددة بحكومته إلا في الحروب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى