منظومات رأسمالية جديدة لقلب الأنظمة عن طريق قلب المجتمعات
كتبته- خديجة أبناو
في ظل الوضع الدولي الراهن و تحت قبضة منظومة الرأسمال العالمي و تعبيراتها السياسية و العسكرية بزعامة رأس الحية، الإمبريالية الأمريكية و هيئاتها المجتمعية، أصبح لها عدة خيارات لقلب الأنظمة خارج الطوق ،ليس بالضرورة من داخل ما يسمى ب “الدولة العميقة” و ملحقاتها، و إنما كذلك من قلب المجتمع، و هي الأخطر، منها رعاية شبكات واسعة من “هيئات المجتمع المدني” و ترويض أخرى ، و إحداث أحزاب موالية و إفساد القائم منها، و خلق مناخ عام موبوء بالتحريض و الاستعداء و شيطنة بعض القادة بتوزيع صفة “الطاغية” و “المستبد” في كل دولة مستهدفة ترى فيها تهديدا لوجودها كزعيمة للعالم، وخاصة من دول ما اسمته ب “محور الشر”، و ذلك عبر تشغيل جنود امبراطورية إعلام الكذب و التضليل، بهدف جوهري توفير شروط صناعة “حراك ثوري” يسوق له على النطاق العالمي، باسم “حراك من أجل الديمقراطية و حقوق الانسان”، وقد ينتهي بثورة ملونة بما يرضي أمريكا، على غرار ما وقع في الاتحاد السوفياتي و يوغوسلافيا و مجموع دول الكتلة الشرقية سابقا.
أمريكا، رأس الحية، لها القدرة على نفت سمومها عن بعد، وسط جسم المجتمع و تستهدف تحديدا أعضاءه الحيوية، و قلب القوى المحسوبة على اليسار و نخبه من “نشطاء المجتمع المدني”، و هو عمل طويل النفس يراهن على التراكم و التحول التدريجي، و لا يستعجل النتائج؛ تلك إحدى الٱليات الجديدة في مشروع ثوراث الناتو أو “الثورات المضادة”، التي يجب استحضارها في كل تحليل؛ من هنا أهمية الدعم الشعبي و توفير عناصر المناعة الذاتية في صفوف الشعب وقواه التقدمية، سواء في البلدان التي ٱعتمدت ٱلية الديمقراطية لتقرير مصيرها السياسي و الاقتصادي خارج نطاق التحالف الصهيو امريkي و مؤسساته المالية، أو في بلدان حيث الشعوب لا زالت تقاوم و تبحث عن سبل خلاصها من هذا الأخطبوط.