مراسم التأبين – شعر
أي بلد غيرك فيه مبكي
الشاعر الراحل : أحمد حسين
أيتها الحسناء الترابية
أنت أجمل حتى من الموت
لذلك أحبك الموتى .
سيدة العصور كنت
حلم االشواطيء البعيدة
ولهفة السفن
على أزمنة الإبحار .
كم مرة زارتك السماء
بصهيلها الأزرق
أي معبد
لم يسجد فيه الملوك
وتجار التوابل
على عتبات أنوثتك المقدسة
ويتناولوا فيه دمك بالخبز ؟
أنت وجنة الحزن
أي بلد غيرك
فيه مبكي
تأتي إليه قوارير الدمع
من كل بقاع العالم ؟
أعرف الآن
أن اشجارك لم تكن أشجارا
وأنهارك لم تكن أنهارا
صبايا القمح
وحاملات الجرار
والمواويل وأجراس الماعز
لم تكن
سوى رؤى احتضارك الجميل .
كل شيء كان تميمة لموتك
الأيدي التي سقت أنهارك
والعيون التي رعت لياليك المقمرة
والأطفال الذين تسلقوا وهم أشجارك
كانوا كلهم ميتين .
ماتت العروس
ليكتمل العرس
وتلتقي بعريسها الميت
كيف أنت يا “أندروماك” ؟
أنت لا تعرفينني
أنا القدم الثانية
للراقصة الغجريةالتي رثت ” هكتور”
على باب طروادة .