اخبار دولة الاحتلالالراية العالميةمقالات

متى نكتسب ثقافة الإقناع ???

فاطمة ابراهيم أبو شقرة/فلسطينية في المانيا

دُعيتُ إلى حفل موسيقي في دار الموسيقافي لايبزج/المانيا. المفروض ان الحفل تخليداً لذكرى كلارا وزوجها شوبان ( وهما شخصيتان موسيقيتان) .اوركسترا الشباب ستعزف اعمالهما.سمعتُ معزوفاتٍ جنائزيةً,وكنسيّة..إضاءة حمراء تتهادى على المسرح والعازفين كشلال دمٍ متدفق. وبينما كنت أتساءل عن معنى ما أرى وما أسمع خرج من الفرقه صبيّةٌ وشاب ليقدّما الرسائل المتبادله بين كلارا وزوجها والمفكر (غوته) بدأت البنت الحديث بحزن عميق يكاد قلبها ينفطر ويتبعثر بين الحضور ليرسم بالصوت والصورة حكاية المحرقه( الهولكست) وأعلنت أن هذا التكريم سيتم من خلاله تخليد ذكرى المجزرة البشعة التي نفذها بعض الالمان النازيين في فيينا اولاً ثم في مدن عديدة من المانيا . نظرت في وجوه الحاضرين لأرى مناديل الوجع تمسح دموعاً تظلّ متجددة منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا لترسم في كل مناسبة وكل مكان صور أناسٍ أبرياء قُتلوا بدمٍ بارد وعلى العالم ان يظل حاملاً اسماءهم وعناوينهم وينقلها لكل جيل ..
دموع التماسيح التي رأيتها تحولت بلحظة إلى جمرٍ يحرقني , وينبش في خبايا ذاكرتي لأرى مجزرة دير ياسين ,وكفرقاسم ..الطنطورة.الصفصاف..و مجازر تلو الأخرى تحتاج إلى مؤلفات ترصدها على أرض فلسطين وليس آخرها قتل النساء الفلسطينيات ..الأطفال والشيوخ ..ولا وحشيتهم في نابلس وجنين والخليل ورام الله بدم بارد على الحواجز, وماذا نسمي مايفعله من اغتيال الشباب بعمر الورود في كل يوم وفي كل ليل كما الخفافيش؟؟
كل مانفعله في أيّ ذكرى الوقوف مرددين بعض الهتافات والأغاني الشعبيه والتهديدات التي ماعادت ترعب ضفدعاً..نرددها بلغتنا العربيه لا إعلاماً عالمياً ولا أدوات حديثة تشدّ المشاهد أو المستمع .. هم يستخدمون كل الوسائل لإقناع العالم انهم شعب مظلوم رغم.كل فعائلهم ،.ونحن أصحاب الحق نخرج بالزغاريد والرقص نقنع أنفسنا بعرس الشهاده ..ولا نعلن لهذا العالم الوقح أن أبناءنا أيضاً من حقهم الحياة…الحب..العمل.. أمان الأسرة واستقرارها ، الاطفال الذين يملؤون حياتهم بهجة وحبورا..
الموت مفروض علينا ولا نختاره نحن ..
أبناؤنا فلذات أكبادنا نحزن ،نتألم لفراقهم حتى لو قضوا شهداء دفاعا عن الحق ..
الأسرى من الشباب والنساء والاطفال لماذا يحرمهم العدو الحق في الحياة بين أحبتهم ويغمض مدعوم الإنسانية عيونهم عن معاناتها وما احمد مناصرة الطفل الأسير منذ سنين والذي افقدوه عقله إلا شاهداً حياً على الممارسات الصهيونية العنصرية والتصفية العرقية. أليس من حق أبنائنا الحياة الآمنة في وطنهم بين جباله وسهوله يتنفسون عشقه ..يتراشقون الحب كما كل الناس في كل مكان !!!
ومن أجل هذا أقول :
جددوا أدوات إظهار معاناة الشعب الفلسطيني…
أعلنوا غضبكم بكل اللغات..
وفي كل المحافل ..
ام الشهيد او الأسير اغضبي..تمردي… وأعلني أن ابنك من حقه الحياة والعيش في أرضه بأمان ..لا تزغردي ..
لاتجعلوهم يحرموننا من أبنائنا تحت أي ظرف او اي مسمى..
تحية الى أرواح شهدائنا ..والحرية للأسرى ..والعزاء للأهل الكرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى