علم الاحتلال والسجود الملحمي في باحات الأقصى.. صبري: رفع علم الاحتلال بالأقصى لن يغير هويته
في خطوة وصفت بالخطيرة، وللمرة الثانية.. العشرات من المتطرفين المقتحمين لباحات المسجد الأقصى يرفعون عام الاحتلال، بالإضافة إلى إقدام العشرات منهم لتنفيذ السجود الملحمي وهي أحد الطقوس الدينية الممنوعة والتي تجرأ على تنفيذها المتطرفين بحماية حكومة التطرف.
شاهد | لحظة اقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال، صباح اليوم pic.twitter.com/uiilYbDZTc
— الراية نيوز (@G7TW2l2ViQt5eQN) January 23, 2023
رفع مستوطنون اليوم الاثنين علم الاحتلال الصهيوني في باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد اقتحامه بتأمين من شرطة الاحتلال.
واقتحم 323 مستوطنًا باحات “الأقصى” من بينهم طلاب يهود على شكل مجموعات متتالية من باب المغاربة، وقالت مصادر مقدسية إن مستوطنين رفعوا “العلم الإسرائيلي” خلال الاقتحام، ورددوا نشيد الاحتلال “هتكفا”.
كما أدى بعض المستوطنين السجود الملحمي بشكلٍ جماعي قرب باب القطانين -أحد أبواب المسجد-، تزامنًا مع التضييق على المصلين الفلسطينيين.
ويشار إلى أن مستوطنا أقدم في 27.09.2021 على رفع علم الاحتلال خلال اقتحام العشرات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال، حيث شهدت وتيرة الاقتحامات ارتفاعا ملحوظا منذ بداية عيد “العرش اليهودي”.
وتباهت منظمات “الهيكل” المزعوم برفعها العلم ثلاث مرات، في ساحات المسجد الأقصى. ودعت المستوطنين إلى إحضار مزيد من الأعلام ورفعها خلال اقتحامهم لباحاته.
بالمقابل، تفرض شرطة الاحتلال قيودًا على دخول المصلين الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 48، للمسجد، ودققت في هوياتهم الشخصية، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
وجدد المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط الواسع في المسجد الأقصى، لإفشال كل مخططات الاحتلال و”جماعات الهيكل” المزعوم.
وفي الآونة الأخيرة، صعّدت قوات الاحتلال من استهدافها للمصلين والمرابطين في الأقصى، وفرضت قيودًا وإجراءات مشددة على دخول بعضهم للمسجد.
وأكد خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن جرأة قطعان المستوطنين على رفع علم الاحتلال في باحات المسجد الأقصى لن يعطيهم أي حق بشبر في أرض الإسراء والمعراج.
وقال صبري -في تصريحات صحفية- إن جرأة قطعان المستوطنين صباح اليوم بتدنيس الأقصى المبارك برفع العلم الإسرائيلي في باحاته، ما كانت إلا بسبب الحماية العسكرية التي تقدم لهم.
وأضاف: “المعتدي يجبن أن يفعل هذا بدون سلاح، وهذا لن يعطيهم أي حق بأي شبر من أرض الإسراء والمعراج”.
قال صبري، إن سكوت العرب والمسلمين على ما يجري في المسجد الأقصى غير جائز وغير مقبول، والتنديد والاستنكار لا يأتي بنتيجة.
ودعا إلى الضغط بشكل حقيقي على الاحتلال الصهيوني، لوقف تماديه ومستوطنيه في المسجد الأقصى المبارك.
وبين أن الاحتلال يحاول أن يثبت وجوده بالمسجد الأقصى سواءً خلال مناسبة أو غير مناسبة، منبهاً إلى أن “الاحتلال يجسّ النبض باعتداءاته، ويتمادى طالما أن ردة الفعل غير قوية”.
وحمّل خطيب الأقصى، الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة على تداعيات ما يجرى في المسجد الأقصى.
من جانبه، قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، إن الحاضنة الشعبية مثلت دورًا مهمًا للمقاومة الفلسطينية والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك.
وأكد بكيرات في تصريح صحفي، أن مدينة القدس تتعرض لانتهاكات خطيرة منذ أن جاءت الحكومة الصهيونية المتطرفة، وأن هناك خطة صهيونية شاملة لتحييد وخنق المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لتحقق الحُلُم الصهيوني في باحات المسجد الأقصى المبارك، ويفرض قيودًا داخل باحاته.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لبناء الكنيس الصهيوني وهيكله المزعوم، ولنقل الشمعدان إلى داخل المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وأضاف: “كل المشاريع الصهيونية التي تقام في المسجد الأقصى والحفريات تحت المسجد، هي تحضير لبناء الهيكل المزعوم”.
وأشار بكيرات إلى أن حكومة الاحتلال تهدف لفرض واقع جديد داخل باحات المسجد الأقصى، وتسعى لإنهاء دور الأوقاف الإسلامية فيه.
وشدد على أن المرابطون لا يزالون يدافعون عن المسجد الأقصى المبارك، مبينا أنه إذا لم تتحرك الأمتان العربية والإسلامية نصرةً للمسجد الأقصى المبارك فإن وضع الأقصى سوف يتغير جذريًّا.
ونبه إلى أن المسجد الأقصى يعيش أخطر مراحله التاريخية، والاحتلال يسعى للقضاء على الهوية الفلسطينية العربية.
وأعلنت “منظمات الهيكل” المزعوم، عن نيتها تنفيذ اقتحام مركزي للمسجد الأقصى مع بداية “شهر شباط العبري”، الذي يوافق اليوم الاثنين.
وصعّدت قوات الاحتلال مؤخراً من استهدافها للمصلين والمرابطين في الأقصى، وفرضت قيودا وإجراءات مشددة على دخول بعضهم للمسجد، في محاولة لتجفيف الوجود العربي في الأقصى، من خلال العراقيل الكثيرة التي يضعها أمام رواد المسجد.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
إلى ذلك، دعا عضو “الكنيست” الصهيوني، يتسحاق كروزر اليوم الإثنين، المستوطنين لاقتحام متواصل للمسجد الأقصى.
جاء ذلك خلال اقتحام العضو كروزر المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات برفقة والده الحاخام يهودا كرويزو ووالدته، والحاخام شمشون البويم رئيس إدارة “جبل الهيكل”، بمناسبة “بداية الشهر العبري”.
وقال عضو “الكنيست” كروزر عن حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف الذي يرأسه إيتمار بن غفير: ” الصعود إلى الحرم القدسي في بداية الشهر العبري هو حج خاص للغاية، أتمنى من هنا أن يكون شهرًا جيدًا وبشارة جيدة لشعب إسرائيل”، يشرفني اليوم أن أصعد كعضو كنيست إلى هذا المكان ، أقدس مكان للشعب اليهودي ، في أرض إسرائيل”، وهذا امتياز عظيم وبعون الله سنكون محظوظين بالصعود مرات عديدة، بصفتنا السادة على أراضينا ” حسب تعبيره.
وأشاد العضو كروزر بشرطة “إسرائيل” التي وفرت الحماية في المنطقة.
أما الحاخام كرويزو قال:”لقد حظينا بالبركة ولدينا عضو في الكنيست يتردد على الحرم المقدس بانتظام منذ الطفولة، أحب ابني عضو الكنيست الحرم القدسي منذ أن كان طفلاً “.
قال الحاخام شمشون البويم ، رئيس إدارة “جبل الهيكل” “الحضور الى الحرم القدسي أمرا مهما للغاية من جميع، لا سيما من أعضاء كنيست”.