سوريا المواجهة والانتصار
الانتخابات والتحديات، بعد انجاز الانتخابات الرئاسية في سوريا، بتاريخ 26.05.2021 واستكمال هذا الاستحقاق الدستوري بنجاح كبير
طارق ابو بسام
الانتخابات والتحديات، بعد انجاز الانتخابات الرئاسية في سوريا، بتاريخ 26.05.2021 واستكمال هذا الاستحقاق الدستوري بنجاح كبير
بداية، ونحن في هذه الأيام المباركة التي نحتفل فيها بنصر التحرير وانتصار المقاومة والصواريخ في فلسطين، خاصة ونحن ندرك أن سوريا شريك أساسي ورئيس في تحقيق الانتصارين، نتشرف بتوجيه التحية للشعب السوري الشقيق، الصامد الصابر وللجيش العربي السوري البطل الذي خاض ملاحم البطولة وللسيد الرئيس بشار الاسد، أي للمثلث الذهبي صانع الانتصارات (الشعب جيشه وقيادته)، بنجاح هذه الانتخابات وتحقيق انتصار في صناديق الاقتراع يكلل انتصارات الميدان، لقد اكدتم ان من يصنع مستقبل سوريا ويحدده هو الشعب السوري وحده فقط لا احد غيره.
لم أجد اليوم أجمل وافضل من هذه الانتخابات، التي شكلت عرسا ديمقراطيا حقيقيا، شارك فيه ملايين السوريين في داخل الوطن وخارجه في واحدة من اكبر التحديات التي واجهتها سوريا من قوى التآمر في محاولة فاشلة منها لمنع هذه الانتخابات وتعطيلها.
ورغم ذلك تدفقت ملايين السوريين الى صناديق الاقتراع لتقول كلمتها في أعظم استفتاء تاريخي وانتخبت مجددا الرئيس بشار الأسد وهي بذلك عبرت عن ارادتها بالتأكيد على خيارات سوريا الوطنية وتمسكها بالمقاومة.
نعم لقد انطلقت الملايين، وقالت نعم للرئيس بشار الأسد، نعم لوحدة سوريا
نعم لسيادة سوريا على كافة اراضيها. وقالت لا للاحتلال ولا للمؤامرة على سوريا، ونعم لتحرير كل شبر من الاراضي السورية والعربية، ونعم لخيار المقاومة ولا للاستسلام
وقد وقعت هذه الملايين بالحبر في صناديق الاقتراع بعد ان وقعت بالدم في ميادين وساحات المواجهة والقتال وعلى امتداد أكثر من عشرة سنوات.
ولقد استطاعت سوريا بفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها، الجيش العربي السوري، وحكمة قيادتها وشجاعة رئيسها ان تواجه المؤامرة الكونية ضدها وتنتصر عليها، ودفعت ثمنا غاليا في سبيل ذلك، وهي تدرك تماماً أن الثمن الذي تدفعه من خلال خيار المقاومة اقل من الثمن الذي ستدفعه من خلال التسوية.
نعم لقد انتصرت سوريا بفضل ارادة ومقاومة شعبها وصمود جيشها وشجاعة رئيسها وبفضل وقوف الحلفاء في حزب الله وإيران، والاصدقاء في روسيا وشرفاء الامة واحرار العالم الى جانبها.
نعم انتصرت سوريا في معركتها ضد المؤامرة التي لا زالت مستمرة، انتصرت ضد مخططات التقسيم وضد مؤامرة اسقاط الدولة اسقاط نهجها المقاوم.
لقد كانت المؤامرة كبيرة، وكبيرة جدا حيث تآمر على سوريا أكثر من 80 دولة وعلى رأسها دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا والمانيا وتركيا وغيرها والتي ارسلت إليها مئات الالاف من المرتزقة ودفعت المليارات من اجل تدميرها واسقاط الدولة فيها. الى جانب مشاركة اغلبية الدول العربية في التآمر عليها حيث اخرجتها من الجامعة العربية وقدمت المليارات لدعم المرتزقة والدواعش، وقدمت لهم كل الامكانيات من سلاح واموال تحت شعار الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في أكبر خديعة للرأي العام العالمي، والسؤال برسم هؤلاء جميعا وأنتم تقومون بمحاربة سوريا تحت هذه الشعارات، اين انتم من ممارسات دولة الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين والجرائم التي ترتكبها يوميا من خلال القتل والاعتقال وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والتمييز العنصري واحتلال الأراضي. اين أنتم من كل ذلك واين هي مواقفكم، واين مواقفكم في الدفاع عن الديمقراطية في السعودية والامارات وقطر والبحرين والعديد غيرها من دول العالم.
وهل السعودية وأمير المنشار دولة ديمقراطية، وهل قتل الخاشقجي بهذه الطريقة البشعة ممارسة ديمقراطية وهل حرمان المرأة من حقوقها في الانتخاب والسفر وغيرها ديمقراطية!!!!
تدّعون ما تتدّعون وأنتم تعلموا ان سوريا دولة مؤسسات، دولة لها دستورها، دولة لها برلمانها منذ عشرات السنين، وان المرأة لها حقوقها وتشارك في الانتخابات منذ أكثر من 60 عاما وشغلت العديد من المراكز السياسية والقضائية والتعليمية وغيرها ووصلت إلى مركز نائب الرئيس قبل سنوات عده من وصول المرأة الامريكية الى هذا المنصب قبل عدة أشهر.
ستبقى الحرب الكونية التي قمتم بشنها على سوريا وصمة عار في تاريخكم تسجلها ذاكرة الانسانية.
ان هدفكم كان واضحا وصريحا وهو ان تخضع سوريا لشروطكم وتقبل بها وعندما رفضت ذلك قمتم بهذه الحرب الكونية ضدها وما رسالة الاشتراطات الامريكية التي حملها كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في عام 2003 وبعد احتلال العراق للرئيس بشار الأسد الا دليلا على ذلك عندما تم مطالبة سوريا بـ:
_قطع العلاقات مع ايران
_وقف الدعم لحزب الله وقطع العلاقة معه
_اخراج الفصائل الفلسطينية من سوريا وعدم احتضانهم وتقديم المساعدة لهم
وغيرها من الشروط، ولو وافقت سوريا على ذلك لأصبحت سيدة المنطقة بلا منازع
لقد رفض الرئيس بشار الأسد بشجاعة هذه الشروط جملة وتفصيلا، بعد ذلك بدأت المؤامرة على سوريا تتسع وتشتد، حيث جاءت عملية اغتيال الرئيس الحريري وما أعقب ذلك من اتهام سوريا بعملية الاغتيال (وبقية القصة معروفة).
وبعدها جاءت المؤامرة الكبرى على سوريا والتي امتدت لأكثر من 10 سنوات كما أشرنا سابقا.
عندما نكتب عن الانتخابات في سوريا اهميتها دلالاتها ونتائجها لابد من التأكيد ان سوريا صمدت وقاتلت، لم تستسلم ولم تتراجع وتصدت للمؤامرة بكل قوة وانتصرت عليها.
وفيما يلي نسجل اهم دلالات هذه الانتخابات
أولا…
ان زحف الملايين للمشاركة في التصويت في هذه الانتخابات ورغم كل الصعوبات ومحاولات افشالها جاءت لتقول بكل وضوح ان صاحب القرار هو الشعب السوري، وقد قال كلمته الان في صناديق الاقتراع مع انه سبق له أن قالها طوال السنوات الماضية في الميدان وساحات القتال، وانه لن يسمح للعملاء والمرتزقة والدواعش ومن يقف وراءهم ويدعمهم ان يقرروا مصير سوريا، ومصيرها لن يقرره غير السوريين الوطنين الأحرار أنفسهم
ثانياً..
الشعب السوري ماض في خياراته وفي مقدمتها خيار المقاومة وسوف يدافع عن ارضه ويحررها ويدافع عن استقلال ووحدة سوريا وسيادتها، وسيطرد ويهزم كافة المحتلين الصهاينة والامريكان والأتراك
ثالثاً.
بعد ان أسقط الشعب والجيش السوري المؤامرة التي استهدفت الامة العربية من خلال البوابة السورية ستعود سوريا الى موقعها الطبيعي وتعود لممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي دفاعا عن القضايا العربية وفي المقدمة منها قضية فلسطين كما قال مؤخرا الرئيس بشار الأسد خلال استقباله وفد فصائل المقاومة اثناء معركة سيف القدس قبل عدة ايام.
رابعا…
عودة العديد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية للقاء مع سوريا والتوجه لدمشق طلبا للإعادة العلاقة معها ونفس الأمر ينطبق على العديد من الدول الغربية التي تواصلت مع سوريا خلال الفترة الماضية. ان الازدحام على ابواب دمشق وطلب اللقاءات معها يشير بوضوح الى ان سوريا انتصرت في هذه الحرب وان المؤامرة عليها قد فشلت.
بعد ذلك لا بد من تسجيل أبرز التحديات التي تواجه سوريا في المرحلة القادمة واهمها
اولا..
استمرار المعركة في سبيل رفع العقوبات عن سوريا والتي ألحقت ضررا كبيرا بالسوريين وهي معركة لابد من خوضها بكل قوة
ثانياً..
استمرار المعركة في سبيل تحرير كافة الاراضي السورية من المحتل الصهيوني والتركي والأمريكي وطرد المحتل
ثالثاً..
استمرار العمل على توحيد سوريا ومحاربة التقسيم والعودة إلى سوريا واحدة موحدة يحكمها دستور واحد وقيادة واحدة، وبناء الدولة الحديثة التي تسود فيها قيم العدالة والمساواة والديمقراطية والتآخي بين كافة مكونات الشعب السوري الإثنية والدينية على قاعدة المواطنة المتساوية.
رابعاً…
صياغة برنامج واضح من اجل اعادة بناء الوطن والمواطن والذهاب إلى مشاريع التنمية والتطوير في مختلف الميادين الصناعية والزراعية والثقافية والاقتصادية، واعادة اعمار ما تهدم طوال السنوات الماضية.
_خامسا…
مواجهة جائحة كورونا وما نتج عنها ووضع البرامج الصحية التي تؤهل سوريا للخروج من ذلك
_سادسا…
العودة لتأمين الاستقرار والأمن والحياة الكريمة للمواطنين السوريين من خلال تأمين العمل والسكن والتعليم والعلاج.
_سابعا..
العمل على عودة اللاجئين السوريين من الخارج ليشاركوا في بناء الوطن ويقوموا بدورهم وانهاء معاناتهم في بلدان اللجوء وتقديم المساعدات المطلوبة لهم، كون مشكلة اللاجئين السوريين تعتبر من اكبر المشاكل التي انتجتها هذه الحرب ضد سوريا
هذه بعض الأفكار المتواضعة اسجلها في هذه المقالة، وكلي أمل ان تعود سوريا قوية موحدة مستقلة. داعمة لقضية فلسطين والقضايا العربية، كما عرفناها
وكلنا ثقة ان سوريا رغم كل ما حصل سوف تبقى درع هذه الأمة وسيفها
وقلب العروبة النابض
النصر لسوريا وشعبها
الحرية لفلسطين ارضا وشعبا
النصر للمقاومين ومحور المقاومة
الهزيمة لأمريكا ودولة الكيان والمطبعين العرب
الشكر لأحرار العالم ولكل من وقف مع سوريا
وليس أمامنا إلا الانتصار