اخبار الوطناخبار دولة الاحتلالالتحرير للاسرىالراية الفلسطينيةمقالات

حبش لجأ لخطف الطائرات وسرعان ما توقف     

بقلم : حمدي فراج

    حقق الاسرى في سجون الاحتلال انتصارا على السجان الإسرائيلي ممثلا بالغفير الكبير “بن غفير” دون ان يجوعوا يوما واحدا بفضل توحدهم أولا و ادارتهم معركتهم دون السماح للآخرين من خارجهم فرض آرائهم و تدخلاتهم ثانيا . لم يكن لعدالة قضيتهم من عدمها أي أهمية لهذا الانتصار الذي لم يتحقق على صعيد القضية الأكبر والاشمل “قضية اغتصاب فلسطين” رغم عدالتها ، في سبعين سنة .
الدرس الأول والابرز الذي يجب استنباطه من هذا الانتصار على صعيد القضية الأكبر والاشمل ، هو الوحدة ، قانون الانتصار ، و هو ميكانزم ثابت لجميع الثورات التي انتصرت عبر التاريخ ، و تلك التي انهزمت حين اعتمدت الميكانزم المعاكس ؛ الفرقة والشرذمة والانقسام . اما الدرس الثاني المتكثف من معركة الاسرى فهو حسن إدارة الصراع دون إراقة نقطة دم واحدة ، و لا حتى ساعة جوع واحدة ، و كان يمكن ان يسقط عشرات الشهداء من الاسرى و اضعافهم من الجماهير التي ستنتصر لهم ، في حال ان يبدأ الاضراب و يتفاعل و يتفاقم و يتواصل .
تعيش إسرائيل اليوم واحدة من أهم و أخطر أزماتها الداخلية ، لم نشهدها من قبل ، أزمة تشقها الى نصفين ، افقيا و عموديا ، أزمة تطول حاضرها و ماضيها و مستقبلها ، ازمة اجتماعية و عسكرية وأمنية و أخلاقية واقتصادية ، أزمة تسقط عن عورتها ورقة التوت التي لطالما تمسكت بها لتظهر أمام الملأ العالمي انها آفاقة شاذة كاذبة مدعية ، “كما خلقتني يا رب” ، و عند مذبح سقوط الورقة “التوتة” ، حاولت استبدالها بورقة أخرى ، تمثلت في سلسة المجازر والمذابح ضد الفلسطينيين في جنين ونابلس واريحا وشعفاط و حوارة ، لكن كل هذا لم يستطع ستر عورتها ، واستمرت الازمة بالتفاعل والتصاعد للأسبوع الحادي عشر ، فماذا نحن فاعلون إز اء ما نشهد و ما نسمع ؟ هل تنفيذ عمليات انتقامية ، يعمق من حالة الازمة ، أم انه قد يسهم من دون ان نقصد في إخراجهم منها . هذا سؤال هام و جريء يجب ان نسأله لانفسنا بصوت عال . و هل الالتقاء بهم في العقبة و غير العقبة يسهم في تعميق ازمتهم ام في انقاذهم منها ، و هو سؤال لا يقل أهمية و جرأة عن السؤال الأول . حتى حين يهنؤوننا بحلول رمضان ، كيف يستقيم ذلك و هم ينكرون علينا اننا شعب ، وانه تم اختراعنا و افتراءنا في المئة سنة الأخيرة ، و أن قمة سعادتهم و لذتهم تتجسد و تتجلى حين يشاهدون حوارة محترقة ومحاصرة .
حين يستمر التنسيق و حضور القمم المنتشرة  وتبادل التهاني في اعيادنا و اعيادهم و هي كاذبة في مجملها ، فإن نتنياهو سيخرج للمفاخرة ان أمور حكومته ما زالت تحت السيطرة . نهاية ستينيات القرن الماضي ، اجترح جورج حبش خطف الطائرات كي يلفت نظر العالم الى عدالة قضية الشعب الفلسطيني بعد احتلال بقية ارضه عام 67 ، لكنه سرعان ما توقف ، لأن هذا الهدف قد تحقق ، فلا داعي للاستمرار في مواصلته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى