الاخبار الرئيسيةالراية الفلسطينيةكلمة الرايةمقالات

توسيع مروحة ” قانون الإرهاب ” الصهيوني !

كلمة الراية

بقلم : رجا اغباريه

اقر “الكنيست” الصهيوني صباح اليوم بالقراءة التمهيدية  تعديل ” قانون الارهاب ” حيث تم توسيع مفهوم التعاطف والتضامن مع “منظمة إرهابية ” والتحريض على الإرهاب ، بحيث “لن تشترط ابداء التعاطف والتضامن على العلن او التسبب في ارتكاب عمل إرهابي لغرض الإدانة بارتكاب مخالفة ابداء التعاطف والتضامن ”  فقط . بل ينص التعديل على تعديل شروط الإدانة بسبب نشر كلام ينطوي على إمكانية حقيقية قد تؤدي الى ارتكاب العمل الإرهابي ” ! انتبهوا لكلمة ينطوي ،  إمكانية ، قد تؤدي .. أي انه غير مثبت حصولها …

هذا التعديل تحديداً ينسف بند ” حرية التعبير ”  الذي يلزم النيابة والدولة باثبات ان التعاطف او ذكر اسم مناضل تعتبره “إسرائيل” إرهابي مثل جورج حبش ، حسن نصرالله ، احمد سعادات ، غسان كنفاني وباسل الاعرج ومن على شاكلتهم أو ذكر او وصف شهيد قتل برصاص الاحتلال …  قد ثبت بالقطع ان من قرأ هذه المادة  ، قام بعمل ” إرهابي ” نتيجة لذلك …  هذا البند الذي يجري تسويفه ايضاً ، سينتهي مع هذا التعديل …

اذن ، كل ذلك سيعتبر مخالفة ” قانون الإرهاب” الأساسي ، وستدان بسببه ، بدون اثبات ان ذكر هذه الأسماء والحالات ادى فعلياً الى القيام باعمال ” إرهابية ” مثبتة ، كي تدان .

اكتب هذه الأسماء والاوصاف  مع المعذرة للآخرين ، لأنني واجهت هذه الأسماء في محاكمتي التي تمتد منذ عام 1918 حتى اليوم ، بل وشددت النيابة حتى على حضور مهرجان معلقة فيه صور لهذه الأسماء . والحقيقة ان النيابة استعملت نفس مصطلحات التعديل مثل لربما والتواجد في مكان رفعت به هذه الصور للقادة والشهداء ، لا دخل لك فيها ، حيث لا يعتقلون من وضع هذه الصور ، بل بشكل اختياري ومقصود  ، يشملني  ويشمل امثالي كالشيخ رائد والشيخ كمال وكناعنه  وغيرنا العديد من الشباب الذين حوكموا او ينتظرون الحكم …  ولا ادل من ذلك على هذا الظلم ، الا الاحكام العالية جداً بحق المتظاهرين في هبة الكرامة ، 15 أيار 1921 .. ( سيف القدس ) .

لقد استند الدفاع على بند في قانون  ” حرية الرأي ” القائم ، ان الدولة يجب ان تثبت ان ذكر هذه الأسماء ، أدى الى ” عمل إرهابي ” !

ان تعديل هذا القانون الذي سن في فترة شامير كرئيس حكومة ، وسجن بسببه الكثير من كوادر حركة أبناء البلد وغيره ، سيفقدنا أي إمكانية دفاع عن المعتقلين او المتهمين ، وسوف يتمكن أي قاضي من سجن من تعتبرهم المخابرات والشرطة مخالفين لقانون الإرهاب ، حتى من خلال هتافات في تظاهرات  وكتابة مقالات سياسية ، فانا احاكم مثلاً لانني كتبت مقالات ضد احتلال الجولان والعوة لكنس الاحتلال ، كذلك مقال يدعوا لفك الحصار عن غزة ، وان من حق اهل غزة ان يناضلوا بكل الطرق الممكنة لفك الحصار عنهم . أي انه ثبت حتى الآن ان قانون الاشكناز لا يختلف عن قانون اليمين الفاشي . ومن يحضر المحاكم يتأكد بنفسه من هذه الحقيقة . ومن يقارن الاحكام بين اليهود والعرب يجد الفارق بالاحكام على نغس القضية ، هذا اذا قدموا اليهودي للمحاكمة ولم يجدوا له عذر ..

اذا تم إقرار التعديلات هذه ، فان دولة الكيان الصهيوني العنصري ، بحكومتها الحالية الفاشية ، تقول لنا : ” انه لا عمل سياسي بعد اليوم ، ولا حرية رأي ضد الاحتلال والعنصرية الصهيونية ولا تظاهر … بل يبقى الخيار الوحيد الذي تبقيه امام اجيالنا القادمة هو العمل السري بكل ما تحمله الكلمة من معنى ” … فكلنا سنصبح مدانين وكلنا إرهابيين وربما كلنا مخربين …

فبدل ان يلغى قانون الإرهاب الصهيوني ، لأنه فاشي ويسعى لتكميم الافواه ، فبعد التعديل ، سنساق الى السجن بمحاكم صورية ….

لقد شاهدت قي اليومين الماضيين ، عدة لقاءات مع العضو  العربي في “الكنيست” الصهيوني احمد طيبي في القنوات العبرية ، ووجدته مصلوباً امام صحفيين ، اعتقدت للحظة اننا نشاهد بث حي ومباشر لتحقيق في اقبية المخابرات . فقد قالوا له انت خطبت وحرضت  ضد الاحتلال وفي جنين تحديداً ، وانت تعلم ما هو رأي المخابرات في جنين ، انها بلد إرهاب ، رغم انه كان في احتفال بالجامعة الامريكية بجنين وامام آلاف خريجي طب الاسنان !!!

اذن الملاحقة ستشمل أيضاً أعضاء “كنيست” عرب ، حلفوا يمين الولاء للدولة عند تثبيت عضويتهم في الجلسة الأولى لكل دورة  كنيست .

ان قانون الارهاب القائم بدون تعديلات ، يقول لنا اننا تحت احتلال ، بهوية زرقاء ، عقابنا اكثر من امثالنا من أبناء الضفة او غزة  مثلاً بسبب حملنا للهوية الزرقاء! فهل يعتبر المعنيون !

الكنيست الصهيوني يقول لنا ، اما ان تخضعوا لقوانين وشروط الاحتلال ، او مصيركم الجيد والمحظوظ  هو السجن قبل القتل مثلما حصل في اللد ، بهبة الكرامة ! أي “السجن من امامنا والقتل من ورائنا”  !

 فمن المعروف  لكل قادة الصهاينة ، اننا تحدينا احتلالكم وقوانينكم العنصرية ، من المصادرة لارض فلسطين حتى ما تسمونه جزافاً “حرية التعبير” المدغم بما يسمى “قانون الارهاب” … وسنستمر . كل تصعيد صهيوني سيواجهه قطعاً  مواجهة وطنية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى