الاخبار الرئيسيةالراية العالميةالوطن العربي

بوتين وأردوغان يناقشان ملف العلاقات التركية- السورية وعبد اللهيان يصل أنقرة اليوم!

خطوات استئناف علاقات أنقرة مع دمشق في انتظار نتائج زيارة أوغلو إلى واشنطن

في وقت ينتظر قطار تقارب العلاقات، الذي أطلقت عجلاته قبل أشهر الإدارة التركية باتجاه القيادة السورية، نتائج زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى واشنطن ولقائه وزير خارجيتها أنطوني بلينكن، حيث من المقرر أن تتناول المباحثات ملف تقارب أنقرة من دمشق في أهم محطة لتقرير مستقبلها، بالنسبة للجانب التركي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، يناقشان مسألة استئناف العلاقات السورية التركية.

Gettyimages.ru

لا تزال التحركات والاتصالات السياسية المرتبطة بملف التقارب السوري- التركي، تتواصل، إذ ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، مسألة إعادة العلاقات السورية- التركية.

وأعلن الكرملين في بيان نقلته وكالة “سبوتنيك”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً: لقد “تمت مناقشة قضايا تطبيع العلاقات التركية السورية، بما في ذلك في سياق مبادرة أنقرة لبدء مشاورات بمشاركة ممثلين من روسيا وتركيا وسوريا”.

وذكر البيان أنه “تمت الإشارة إلى الأهمية العملية للعمل المشترك لروسيا وتركيا وإيران في إطار عملية “استانا” للعمل من أجل التسوية السورية”.

بالتوازي يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم إلى تركيا، تلبية لدعوة من نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، حسب بيان نشرته وكالة “إرنا” الإيرانية.

في الأثناء، قالت مصادر متابعة لتطور خطوات تقارب إدارة أردوغان من القيادة السورية لصحيفة “الوطن”، إن مدار استدارة الأولى نحو الثانية رهن بموقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من عملية الانفتاح ورد أنقرة عليها، ولذلك تكتسي أهمية كبيرة زيارة جاويش أوغلو إلى واشنطن لحضور اجتماع “المجلس الإستراتيجي للعلاقات” بين تركيا والولايات المتحدة المقرر اليوم ثم لقاؤه بلينكن غداً.

وأوضحت المصادر، أن مصلحة إدارة أردوغان مرتبطة بتنفيذ المزيد من خطوات التقارب مع القيادة السورية، حتى إن كانت الغاية التركية من التقارب تحقيق أهداف انتخابية ضاغطة على مفاصل حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، على اعتبار أن مكافحة الإرهاب عند الحدود التركية الجنوبية وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أهم ملفين انتخابيين مطروحين على طاولة الحوار بين البلدين وينتظران تعاون دمشق في حلهما.

ورأت، أن دعم 60 بالمئة من المستطلعين الأتراك وبنسبة الثلثين، وفق أحدث استطلاعات الرأي التركية، لخيار الحكم في الحوار مع دمشق، ورقة قوية بيد جاويش أوغلو لتوجيه دفة المباحثات مع نظيره الأميركي للتمسك بقرار تحقيق انفراج حقيقي في علاقة بلاده بجارتها الجنوبية وتجاوز تبعات أكثر من 10 سنوات من القطيعة معها على الاقتصاد التركي ومستقبل الحزب الحاكم.

المصادر توقعت أن تقاوم إدارة أردوغان ضغوط واشنطن، المنزعجة مع عملية انفتاح أنقرة على دمشق، وأن تواجه إغراءاتها بحزم وواقعية، ولاسيما نقل الخارجية الأميركية قرارها بشأن بيع مقاتلات F-16 إلى أنقرة وتحديث طائرات من نفس الطراز لدى الأخيرة إلى اللجان المختصة في مجلسي النواب والشيوخ على أن يتزامن إخطار الكونغرس بالاتفاق مع زيارة جاويش أوغلو لواشنطن.

وأعربت عن قناعتها، أن أنقرة تفضل عدم إزعاج موسكو في تطوير علاقتها بواشنطن، نظراً لحاجتها الماسة إليها اقتصادياً وسياسياً في هذه المرحلة، على الرغم من العلاقات الشائكة والحساسة بينهما، وخصوصاً الملف الأوكراني، الأمر الذي سيدفع إدارة أردوغان إلى المزيد من التنسيق مع الكرملين في الشأن السوري للخروج بنتائج مرضية من المصالحة السورية التركية، تأخذ بالحسبان مطالب دمشق المحقة في وقف دعم الإرهاب على أراضيها وانسحاب المحتل التركي منها، أو إعلان صريح من إدارة أردوغان بـ”جدولة الانسحاب”، كحل وسط يشكل أضعف الإيمان بالنسبة لدمشق.

وختمت المصادر بالقول: إن تحديد موعد للقاء وزيري الخارجية السوري والتركي مرتبط بخروج إدارة أردوغان من عنق زجاجة حليفتها في حلف الأطلسي “الناتو” الولايات المتحدة وعدم الانصياع لابتزازاتها بدعم ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في مناطق هيمنتها شمال وشمال شرق سورية، وبمدى إبداء أنقرة مرونة في التعاطي مع مطالب القيادة السورية الثابتة والبدهية لإنجاح الحوار وتحقيق الغاية المرجوة منه.

موقع “المونيتور” الأميركي، اعتبر أن تقارب الإدارة التركية من سوريا يسير في “طريق وعر”، مؤكداً أن الخطاب التركي الذي “ينتهك المطالب السورية الرئيسة كان ضاراً ببناء الثقة”، بما في ذلك رفض الانسحاب من سوريا، والإصرار على المنطقة الآمنة، وأن يكون حلفاء تركيا، بمن فيهم ما تسمى “المعارضة”، جزءاً من عملية انتقال سياسي.

وبيّن الموقع، أن قلة هم الذين يستطيعون القول على وجه اليقين، ما إذا كان رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان قد اتخذ خياراً لا رجوع فيه لاستعادة العلاقات مع دمشق، أم إنه يرى العملية مجرد استثمار انتخابي.

وقال: إذا كان الأمر كله يتعلق بإعادة الانتخاب، فيمكن لأردوغان الاكتفاء بعدة خطوات مثل افتتاح معبر يايلاداغي المقابل لمعبر كسب في سوريا، وتنظيم عدة قوافل لإعادة اللاجئين، وسحب بعض القوات التركية من سوريا، ولو للعرض فقط، وبدء المحادثات حول تحديث اتفاقية أضنة لعام 1998 بشأن التعاون الأمني مع سوريا وتقديمها كخطوة نحو الشراكة مع دمشق لتجسيد المنطقة الآمنة الخالية من ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.

وأشار الموقع إلى أن العديد من جوانب حسابات أردوغان لا تزال غير معروفة، متسائلاً عن توقعاته الفعلية من عملية “التطبيع” في حين يواجه سباقاً صعباً لإعادة انتخابه في حزيران المقبل وسط اضطراب اقتصادي واستياء شعبي متزايد من اللاجئين السوريين، وما مدى التزامه بتلبية شروط دمشق؟.

واعتبر الموقع، أن الأطراف في طريق وعر، مع الأخذ في الاعتبار ردع الإدارة الأميركية، المستعدة لاستقبال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو غدا.

والخميس الماضي، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له، أن اللقاءات مع الجانب التركي حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.

وجدّد الرئيس الأسد موقف دمشق من الحوار مع تركيا خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له أول من أمس، وأكد حسب البيان الرسمي، أن الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير إلى الأمام في هذه الحوارات إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.

كما قال وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في مؤتمر صحفي مشترك مع عبد اللهيان: إن “لقاء الرئيس الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع وإلى الخلافات التي حلت مكان التوافقات التي بنيت عليها العلاقات السورية-التركية سابقاً”، وأضاف: “في هذا الإطار انعقد لقاء وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا، حيث ناقشوا في لقائهم القضايا المهمة بين البلدين لكن الخطوات العملية التي يجب أن تترجم على أرض الواقع تركت للخبراء الفنيين من جيشي البلدين وبحضور ومشاركة ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، لكي نتوصل لحل هذه المشاكل التي تراكمت بين البلدين خلال الفترة الماضية، بما في ذلك الحضور العسكري التركي للأراضي السورية والذي نعتبره احتلالاً يجب أن ينتهي”.

وشدد المقداد في هذا الإطار على أنه “يجب خلق بيئة مناسبة من أجل لقاءات على مستويات أعلى إذا تطلبت الضرورات ذلك، وأي لقاءات سياسية يجب أن تبنى على خلفية محددة تحترم سيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية، ووجود القوات المسلحة السورية كضامن حقيقي لسلامة الأراضي السورية وكذلك أراضي الجوار، وهذا هو الشيء الذي يحدد إمكانية عقد مثل هذه اللقاءات من عدمها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى