اخبار الوطناخبار دولة الاحتلالالراية الفلسطينيةفن وثقافة

بمناسبة نكبة أوسلو: اللقيطة

قصيدة

محمد نجار

منذ جاءت على هذي الأرض الطاهرة
تحمل بين يديها الكذب والغدر والعهر
والورود الزائفة
تنظر في كل الاتجاهات عدا ناحية الجند
بعيون ماكرة
لا يوقفها العساكر ولا الأمن
ولا الظلمة الحالكة
كم خُدعتَ أيها الرجل الطيب
فظننتها جنة الجنان الظافرة
قلتَ لها: أيتها الفتاة
أنت عملة نادرة
“مَنْ في الورى” مثلك
أيتها الطاهرة؟
أنتِ الجمال وأنت الكمال
أنت الحب وأنت الزهد
والعيون الساهرة
كم أود تقبيل ثغرك وكلّ جسدك
من الأمام والخلف والرأس والقدم
والخاصرة
كم أود ضمّك لأذوب
في صمت روحك الطاهرة
كيف استطعتِ الوصول
تجاوزتِ كل هذي الحواجز
والليالي العاصفة
كيف استطعتِ التسلل بين أسلاك الجنود
والسيول الجارفة
كيف تخطيتِ آلام الحواجز
ودُكن السحائب والغيوم الماطرة
كيف استطعت العبور من حرّاس
أمواج البحار الهادرة
ظلّت تتبسّم أوّل الأمر
بعيون ماكرة
تُسمعك ما تحبُّ
من سواد عيونها الخائنة
لم تقل أنها جاءت على أكتاف اتفاقات
عاهرة
ولا ولادتها ولادة قيصرية زائفة
ولا هي نتاج علاقة موبوءة عابرة
ظننتَها الإله في هيئته الجميلة
النادرة
لم يمر وقت طويل حتى زال زيف جمالها
وتكشّفت ألوانها الباهتة
لم تكن تعلم أن العاهرة تظلّ كما هي عاهرة
وأن الفاجرة رغم كل صنوف المساحيق
تبقى فاجرة
وأن الغدر من صفاتها القاتلة
سرعان ما صارت تدوس
بحذائها فوق صدورنا العارية
وتحتسي خمور النبيذ فوق دمائنا الحارّة
وتصنع مازات الموائد من لحوم قتلانا الطاهرة
وباعت دم المسيح من جديد
بفضة زائفة
وقطعت رأس يوحنا وزيّنته وقدمته
لخائنة داعرة
يا أيها الناس أفيقوا من غفوتكم
القاتلة
إمسحوا أيها الشهداء هذا الخزي
بدمائكم الطاهرة
نظّفي يا آلام الجرحى ودموع الثكالى
هذي النتانة الظاهرة
علميهم أن الصبر زيف، وهو شعار الجبناء
وأننا لم نعد أمة صابرة
أحصدي تلك الرؤوس المليئة بالنفائس والشعارات
ورغم ذلك فارغة.
محمـد النجار

تعليق واحد

  1. رائع انت في الشعر
    كروعة رواياتك ومؤلفاتك وكروعة شخصيتك وحضورك
    صدقت عاهره مستتره محترفه تلكم هي اوسلو
    كل الحب زالتقدير اديبنا الراقي الاديب المناضل محمد النجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى