اخبار الوطنالاخبار الرئيسيةالراية العالميةالراية الفلسطينيةالمرجعالوطن العربيتقارير الراية

الهولوكوست في الإمارات.. والجريمة في فلسطين

عار التطبيع.. الإمارات ستدرج الهولوكوست بأجندة سياسية صهيونية في المناهج الدراسية

تزامناً مع تصعيد الاعتداءات والتهديدات الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني،  من جرائم إعدامات ميدانية واعتقالات يومية، إلى جانب التوسع الاستيطاني الاحتلالي على مختلف الأراضي الفلسطينية،  وغيرها من انتهاكات، في سقوط جديد أعلنت سفارة عرابة التطبيع الإمارات في واشنطن بأن الدولة الاتحادية سوف تبدأ بإدراج مواد عن “الهولوكوست” في منهاج التاريخ في المدارس الابتدائية والثانوية بكلّ أنحاء البلاد، ما يعيد إلى الواجهة سعي الاحتلال الصهيوني لطمس جرائمه بحق الشعب الفلسطيني من مدخل استعارة التاريخ لتبرير جرائم الحاضر.

مجزرة كفر قاسم

 تسعى السلطات الرسميّة في عرابة التطبيع، دولة الإمارات إلى تعميق تطبيعها مع الكيان الصهيوني في أكثر المجالات حساسية وتأثيرًا، عبر الترويج لروايتها التاريخيّة وزجّها ضمن المناهج التعليميّة.

أعلن النظام الإماراتي، إدراج دراسات “الهولوكوست” في المناهج الدراسية بمدارسها على اعتبار أن دراستها “ضرورية للبشرية”.

وقالت السفارة الإماراتية لدى الولايات المتحدة الأمريكية في بيان إن “دراسة الهولوكوست ستدخل ضمن المناهج الدراسية للمدارس الابتدائية والثانوية في البلاد”، زاعمة أن دراسة الهولوكوست “ضرورية للبشرية”.

وأفادت السفارة في تغريدة على موقع “تويتر” بأنّه “في أعقاب “اتفاق أبراهام” التاريخي، سوف تُدرِج الإمارات الآن الهولوكوست في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية”.

ولم تقدّم السفارة أيّ تفاصيل عن المناهج التعليمية المتوقّعة في هذا السياق، في حين أنّ السلطات التعليمية في الإمارات، وهي اتّحاد مؤلّف من سبع إمارات، لم تقرّ على الفور بالإعلان الاثنين الفائت.

ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من ثلاثة أعوام على تطبيع الإمارات العلاقات مع الكيان الصهيوني في عام  2020 ، في إطار “اتفاق أبراهام”، برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

أما عند الحديث عن تدريس الهولوكوست فإن الأمر لا يقتصر على القراءة التاريخية المجردة للهولوكوست، وإنما قراءة تاريخية بأجندة سياسية صهيونية، كون الحركة الصهيونية استغلت مجموعة من الأحداث التي حدثت مع اليهود في أوروبا مثل ألمانيا وروسيا، وتعاملت معها كأحد المبررات والدوافع لاستعمار فلسطين واحتلالها تحت شعار تخليص اليهود من الظلم الواقع عليهم.

ويأتي هذا القرار قبل اجتماع مجموعات عمل “منتدى النقب” في أبو ظبي هذا الأسبوع، والذي انبثق عن عدد من اتفاقيات التطبيع. وسوف يحضر الاجتماع مسؤولون من البحرين ومصر والمغرب والإمارات و”إسرائيل” والولايات المتحدة.

وكان معهد “مراقبة السلام والتسامح” الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، ومقره في لندن و”تل أبيب”، يعمل مع وزارة التعليم الإماراتية من أجل وضع منهج جديد سوف يكون متاحاً للطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية.

قال ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لشركة (IMPACT-se )، إن المناهج الدراسية في الإمارات كانت بالفعل “رأساً وكتفين” فوق مناهج الدول الإقليمية الأخرى من حيث أنها لا تظهر “أي دليل على الكراهية على الإطلاق” ولا معاداة السامية، و”تعترف بالمكانة التاريخية لليهودية في العالم العربي.

ويشير تقرير الأمم المتحدة العالمي حول وجود الهولوكوست في المناهج المدرسية العالمية إلى أن الإمارات تذكر على الأقل “السياق”، على عكس البحرين، وهي أيضًا دولة مطبعة والدولة الخليجية الوحيدة التي لديها مجتمع يهودي أصلي، والذي يذكر “لا الهولوكوست كمصطلح … أو حدث” في مناهجها الدراسية.

وقال النائب الإماراتي المثير للجدل علي النعيمي أحد الوسطاء الإماراتيين للتطبيع إن “الاعتراف بأهوال الهولوكوست أمر حيوي في منطقة يعيش فيها اليهود قرونًا من التاريخ”.

وزعم أن “تخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست أمر بالغ الأهمية. في العالم العربي، كان الجيل الأكبر سناً يعمل في بيئة كان الحديث فيها عن الهولوكوست بمثابة خيانة للعرب والفلسطينيين”.

وكان أقام الإماراتي أحمد المنصوري أول معرض مخصص لإحياء ذكرى الهولوكوست في الشرق الأوسط كمحاولة للتغلب على إنكار الهولوكوست، وقام بجمع اليهودية التاريخية من جميع أنحاء المنطقة منذ افتتاح المتحف في عام 2013.

وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري “تتخذ دولة الإمارات خطوات كبيرة لمكافحة الثقافة الإقليمية لإنكار الهولوكوست في أعقاب اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي أدت إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

وذكر الموقع أنه بعد أن غابت تمامًا عن المواد التعليمية للأطفال في الإمارات – والتي حجبت أيضًا “إسرائيل” عن خرائط العالم والكرات الأرضية – من المقرر الآن إدراج الهولوكوست بالكامل في المناهج الدراسية.

وفي العام الماضي، افتتح أول معرض لإحياء ذكرى الهولوكوست في المنطقة في دبي، بعد أشهر فقط من الاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي تم بموجبها إشهار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.

منذ ذلك الحين، تم إحضار سبعة من الناجين من الهولوكوست إلى الإمارات للتحدث عن أهوال “الإبادة الجماعية النازية”.

يشار إلى أن “الهولوكوست” أو “المحرقة اليهودية مصطلح تم استخدامه منتصف الأربعينات من القرن الماضي لوصف عمليات التعذيب التي كان يرتكبها النازيون في ألمانيا ضد اليهود.

وتم استغلال قضية “المحرقة” وتضخيم حجمها وتعداد ضحاياها من قبل قيادات الاحتلال الصهيوني للترويج للمظلومية الصهيونية والضغط على أوروبا من جهة، وللتشويش على ما ترتكبه العصابات الصهيونية من إجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 حتى اليوم من جهة أخرى.

ويعكس التمسك الصهيوني بالهولوكوست استعارة هذا الحدث لتبرير وجودها على الأرض الفلسطينية غيرها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، ويصل الحد في هذه الاستعارة إلى اعتبار أن “إسرائيل” إذا لم تقتل أو تمارس التهجير فإن اليهود سيفقدون المكان الذي خلصهم من عذابات العالم، كما يزعمون.

ويظهر من خلال استخدام هذه السردية حرص المؤسسة الصهيونية على استخدام ما يبرر وجودها على أرض فلسطين وعلى جرائمها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن، إلى جانب التوسع الاستيطاني الإحلالي على مختلف الأراضي. وبالتالي فإن تدريس الهولوكوست هو عملية سياسية تهدف إلى هندسة الوعي لتقبل الجريمة الواقعة على الفلسطيني.

سعي لطمس الجرائم

رشيدة قادري، وهي تربوية جزائرية، أكدت في حديث للمركز الفلسطيني للإعلام، أن إدراج الهولوكست في المناهج التعليمية لأي من الدول المطبعة “في إشارة للإمارات” يعبر عن سعي “إسرائيلي” حثيث لطمس جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت إن “الإسرائيليين” يستخدمون ما يطلق عليه “الهولوكوست” كفزاعة للتغطية على جرائمهم، بمعنى أنه بمجرد الحديث عن الجرائم الإسرائيلية أو الاحتلال فوراً يتم توجيه الاتهام للمتحدث بمعاداة السامية.

وأوضحت قادري أن خطوة تدريس الهولوكست يعبر عن خطوة متقدمة جدًّا في التطبيع والتطبيع الثقافي على حد الخصوص، ما يهدد الوعي الجمعي للطلبة وصولا للانصهار المنشود.

التطبيع الثقافي

الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حازم قاسم، أدان إعلان سفارة دولة الإمارات في واشنطن عن تضمين بلادها مواد عن “الهولوكوست” في مناهجها التعليمية.

وعدّ قاسم في تصريح صحفي يوم أمس الثلاثاء، ذلك دعمًا للرواية “الإسرائيلية”، وأحد أشكال التطبيع الثقافي.

واستغرب اتخاذ مثل هذه الخطوات التطبيعية في إطار حكومة الاحتلال اليمينية التي تتصرف بمنطق النازية العنصري ضدّ شعبنا ومقدّساتنا وأرضنا وهويتنا العربية الفلسطينية.

حساب “إسرائيل بالعربية”، في منشور على تويتر، قال “فيما يعدُّ قرارا  تاريخيا، أعلنت دولة الإمارات أن المنهج التعليمي في المدارس الثانوية فيها سيشمل تعليم تاريخ الهولوكوست، أي محرقة اليهود على يد الوحش النازي”.

كما أن دولة الإمارات منذ توقيع اتفاقيات التطبيع قبل 3 سنوات، شرعت بخطوات عميقة في العلاقة مع كيان الاحتلال على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية، وحاليًّا التعليم وصولا لإقرار تدريس الهولوكست.

مسلسل السقوط لم يتوقف، فقد شهدت تجارة “إسرائيل” مع الدول العربيّة نموًا منذ اتفاقيات التطبيع الخياني ، وذلك بحسب معطياتٍ  رسميّةٍ، علمًا أنّ هذه المعطيات لا تشمل السياحة والخدمات، حيث أكّدت المعطيات الرسميّة أنّ التجارة مع العديد من الدول تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

وكشفت بيانات جديدة أنّ التجارة بين “إسرائيل” ودول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمت بشكلٍ ملحوظٍ هذا العام، بعد تطبيع الدولة العبريّة للعلاقات مع دولٍ عربيّةٍ إضافيّةٍ.

ووفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فإنّه في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021، نمت التجارة بنسبة 234 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وفقًا لأرقام دائرة الإحصاء المركزية التي استشهد بها يوناتان غونين، المتدرب في وزارة الخارجية.

وأظهرت المعطيات أنّ التجارة مع الإمارات العربية المتحدة ارتفعت من 50.8 مليون دولار بين يناير ويوليو 2020 إلى 613.9 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2021.

وكانت الإمارات الأولى من بين أربع دولٍ في المنطقة التي قامت بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” عام 2020، بعد مصر عام 1979 والأردن في عام 1994 باعتبارهما الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتيْن أقامتا علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع “إسرائيل”.

على صلةٍ بما سلف، وبحسب موقع “i24NEWS” الصهيوني، هناك بعض السلع تمّ تصديرها إلى الخليج في العاميْن 2012 و2013، لافتًا إلى أنّه رغم أنّها تتّم في الخفاء بالأساس، متوارية عن الأنظار، ورغم عدم وجودها أوْ الاعتراف بوجود العلاقات رسميًا، إلّا أنّ قيمة التبادل التجاري بين الدول الخليجيّة والدولة العبريّة بلغ أكثر من مليار دولار في عام 2018، أيْ قبل عاميْن من توقيع اتفاقيات التطبيع في واشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى