اخبار الوطناخبار دولة الاحتلالالاخبار الرئيسيةالراية العالميةالراية الفلسطينيةالوطن العربيمقالات

استطلاعات رأي لها دلالات سياسية

بقلم : رجا اغباريه

بالأمس صادف نشر العديد من الاستطلاعات والاحصائيات على صعيد فلسطيني و” اسرائيلي ” وامريكي ، جميعها تحمل في طياتها تغييرات في المزاجات الشعبية في كل بلد واخرى .

رغم ان هذه الاستطلاعات آنية تتبلور بسبب احداث لحظية ، الا ان السياسيين يتعلمون منها ويستخدمونها في معظم الاحيان بتوجهاتهم القادمة ، رغم تنكرهم لها والاستخفاف بها ، واعتبارها مارقة ، ستتغير مع اول هبة ريح قوية مضادة . الا ان الباحثين والمؤرخين الراصدين للسلوك السياسي للشعوب والحكام يولونها اهمية جدية ، يستخدمونها في ابحاثهم وكتاباتهم .

مع ذلك ، فان الاستطلاع الحقيقي للشعوب هو ما يحصل عندها على ارض الواقع ، من نتائج انتخابات فعلية ومن نضالات ميدانية ، شعبية وعسكرية واقتصادية ، وهي برأيي المحاور التي تبني الرأي العام وليس العكس..

بالامس عبر 58% من “المجتمع  الاسرائيلي ” المنقسم على نفسه ، بانهم يرجحون نشوب حرب اهلية بين المجتمع الكولونيالي اليهودي ، اذا ما استمر مسار الانقلاب الدستوري وفي نظام الحكم كما يبدو . مع ذلك اننا نرجح الا يصل الوضع الى استخدام العنف فيما بين الشقين المتصارعين علي سلطة الدولة وجوهرها الكولونيالي عنصري  ، حتى لو تتدخل امريكا واوروبا الغربية التي صنعت هذا الكيانعلى شاكلتها واناطت  به دوراً ووظيفة استعمارية في المنطقة . كذلك نقول انه لو وجدوا صيغة توفيقية مفروضة من الخارج ، فان الشرخ الافقي تحديداً لن يندمل ، وانه سينفجر في قادم السنوات ، عندما تحسم الأمور مرة أخرى لصالح اقطاب الحكومة الحالية ، بدون الاخذ بالحسبان عرب الكنيست المتأسرلين سياسياً  ، كما حصل في الانتخابات الأخيرة .

على جبهة امتدادية مشابهة ، ابرز استطلاع اجراه معهد غالوب الأمريكي الشهير والموثوق ، في استطلاع اجراه يوم الخميس ، ان الجيل الجديد من الحزب الديمقراطي يتعاطف اكثر مع الفلسطينيين ، لأول مرة منذ عقود ، بنسبة 49% مقابل 38% يتعاطفون مع الإسرائيليين . مع ذلك ، فان حكومة بايدن لن تتأثر ولن تأخذ بالحسبان هذه النسبة اذا ما تعلق الامر بدعم إسرائيل في السراء والدراء ، رغم النقد البيني الذي يوجهونه لنتنياهو بسبب تصريحات وتصرفات وزرائه مثل سموتريج وبن غفير ومشروع الانقلاب الدستوري انظماتي الذي يقوده يريف ليفين . لكن هناك مؤرخون وباحثون يراهنون على تراكمية هذه الدالة التصاعدية للتعاطف مع الفلسطينيين ويبنون عليها نظريات ربما تمتد الى عشرات العقود .

اما على الصعيد الفلسطيني ، فقد افضى استطلاع اجري بالضفة الغربية بتاريخ 16 آذار الحالي  ، معقل سلطة محمود عباس ، الى ان غالبية الشعب الفلسطيني بالضفة تعتبر استقالة محمود عباس وانهيار السلطة في مصلحة الشعب الفلسطيني . 80% يعتقدون ان الحكومة الحالية ستفشل في كافة المجالات . وهناك هبوط كبير لمؤيدي حل الدولتين الهابط اصلاً ، وتأييد كبير للعمل المسلح ، وانه اذا ما جرت انتخابات ، فان هنية سيفوز على عباس في الرئاسة … الخ

انها صورة واضحة لواقع المقاومة للاحتلالين ، احتلال الصهاينة واحتلال الامن الوقائي الذي يسهل ويمهد للاحتلال الصهيوني قتل المقاومين الفلسطينيين .

فمرة أخرى نؤكد ان الميدان هو الاستطلاع الحقيقي للرأي العام ، أي راي عام . وان الرأي العام الخارجي المتعاطف لا ينجز لك مهامك الوطنية او السياسية او الاقتصادية ، بل يساعد ربما في ذلك ببث أجواء مؤيدة .

لقد تترجم المشهد الفلسطيني الذي انعكس بالاستطلاع دون التشكيك بمن يقف خلفه ، بكمية الشهداء الذين سقطوا هذا العام ، حيث تلخص حتى الآن بالنتائج والارقام المهولة التالية : 88 شهيداً منذ مطلع العام الحالي ، توزعوا على النحو التالي :

35 شهيداً من محافظة جنين ، 21 من نابلس ، 6 شهداء من القدس ، 7 من الخليل ، 5 من اريحا والاغوار ، 3 من رام الله والبيره ، 2 من بيت لحم ، 5 من قلقيلية شهيد واحد من كل من : طوباس وسلفيت ، و2 من قطاع غزة .

هذا هو الاستطلاع الحقيقي الذي يجب دراسته واستنتاج النتائج الصحيحة له ، حيث حظيت جنازات الشهداء بمشاركة شعبية تعبر عن اكبر استطلاع مؤيد لهؤلاء ونهجهم الذي يقاوم الاحتلال ويلحق به خسائر جدية ، وان كانت لا تقاس بما يسقط لدى الشعب الفلسطيني من شهداء ، معظم مسبباتها وفداحة حجمها منوطة بالعملاء الفلسطينيين الذين يتعاونون امنياً مع مخابرات وجيش الاحتلال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى