مقالاتمنتدى الراية

اجيال ورا اجيال

كتبه- معن بشور

دخل عليّ صديق قديم وعزيز وأنا اكتب كلمة عن رحيل أحد نبلاء الأمة النهضويين، الدكتور عبد القادر النيال، فقال لي: ما بالكم أنتم القوميون العرب ترحلون الواحد تلو الآخر.. من سيحمل الراية بعدكم.. مشيراً إلى وفاة كل من هشام مكحل (فلسطين)، سميح البابا (لبنان)، أمين اسكندر (مصر)، عبد العزيز المقالح (اليمن)، عثمان سعدي (الجزائر )، في فترات متقاربة.

كان الى جانبي تقرير عن ملتقى الشباب العربي التضامني السياحي الثاني في لبنان وسورية، والذي ضمّ حوالي خمسين شاباً وشابة من 9 أقطار عربية(نصفهم من فلسطين المحتلة)، تحملّوا نفقات سفرهم واقامتهم ضمن برنامج “اعرف وطنك العربي” الذي أطلقه المنتدى القومي العربي في لبنان ويشرف عليه منسق انشطة المنتدى المناضل ذو التجربة العريقة في العمل الشبابي العربي الاخ عبد الله عبد الحميد.

ثم أضفت لصديقي المندهش: ليس هذا الفعل الشبابي العروبي الوحيد بل هناك من أكثر من ثلاثين عاماً تجربة متميزة أيضاً هي مخيمات الشباب القومي العربي برعاية المؤتمر القومي العربي والتي انعقدت في عشر دول عربية، وبات عدد كبير من المشاركات والمشاركين فيها، اعضاء في المؤتمر القومي العربي، وبعضهم انتخب في الأمانة العامة، وكان آخر المخيمات في لبنان قبل شهرين في ضيافة مؤسسات الغد الأفضل وعلى رأسها عضو الأمانة العامة للمؤتمر، واحد خريجي الدورات الأولى المخيم ،وهو النأئب والوزير السابق حسن عبد الرحيم مراد ، وقد شارك في هذه الدورة 150 شابة وشاباً تحمّلوا جميعاً نفقات سفرهم إلى لبنان من 11دولة عربية من المحيط إلى الخليج، بالإضافة إلى المهاجر، وبالإضافة إلى هاتين الفعاليتين هناك فعالية سنوية ثالثة انطلقت بمبادرة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والمنتدى القومي العربي، وهي ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي، التي تناقش كل عام محوراً من محاور الهموم العربية، حيث ألاوراق يقدّمها الشباب أنفسهم ويناقشها الشباب وحدهم، وكلّهم يتحمل تكاليف سفره إلى بيروت.

بقي صديقي مندهشاً ليقول: كيف تنجزون كل هذا وانتم لا تتلقون دعماً من أي دولة أو جهة حرصاً على استقلالية عملكم.
أجبت صديقي: حين تكون إرادة يكون هناك طريق،

وذكرت له تعليقاً كنت اسمعه من المفكر الكبير الراحل استاذنا منح الصلح رئيس مجلس إدارة “دار الندوة” حين كان يسأل عن حال “دار الندوة” : شمّر بخير ما ينقصها إلاّ الخام والطعام، مشيرا إلى قول لاحد مشايخ القبيلة العربية المشهورة حين كان يسأل عن أحوال قبيلته.

الخام الذي تحتاجه هذه الفعاليات الشبابية هو تسهيل انتقال الشباب، بين أقطار الامة، كما يفعل مشكوراً في لبنان اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام، أما الطعام فهو أن يسهم الشرفاء من المقتدرين العرب بدعم هذه التجارب التي تبني جسوراً بين شباب الامة لكي يبنوا للأمة متارسها في وجه الأعداء والطامعين والفاسدين.

أمتنا ولّادة، والعروبيون فيها أجيال ورا أجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى