إشتراكية السماء
كتبه – د. عادل سمارة
سأل المعلم التلميذ: ما هو تعريف المطر: التلميذ: إذا أبرقت وأرعدت و شقعت مزاريبها فاعلم أنها قد أمطرت. و بعيداً عن براءة الوصف، فالتلميذ يفهم المطر ببراءة التعميم الاشتراكي فلا أحد يملك السماء ولا الماء فكيف و لماذا يحتل الماء إذن!
هو المطر الذي يغسل الطبيعة و الناس، يروي الأرض بعدالة و لكن حين تصل اشتراكية السماء إلى الإنسان تُحاصَر و تصبح سيفا على جيوب و صحة الفقراء، و مع ذلك :لا يثوروا !!! هذه الثروة المجانية تتحول من إكسير الحياة الحر إلى الاعتقال في زجاجات بلاستيكية مصنوعة من النفط المنهوب من أحشاء الأرض لتجويف هذه الكرة الأرضية أو أمنا الطبيعة كما يقولون ولتباع هذه الزجاجات و من لا يدفع يعطش وتجف عروق جسمه ناهيك عن جسده.
والنفط كالماء ، الماء من السماء و النفط من الأرض، لكنه صار أداة حريق سواء للأمة العربية أو لثروتها في نموذج حريق مالي هائل في إمارة قطر لا لشيء ذي بال إلا ليستعرض غلام نفسه “أميراً!!!!” و لتباع أجسام الرياضيين في معرض نخاسة دولي معولم، و مع ذلك يشعرون بسعادة غامرة. “ذو العقل يشقى في النعيم بعثله… و أخو الجهالة في الضلالة ينعمٌ/المتنبي” .
هذه هي إذن خصخصة الماء الذي بدأ اشتراكياً و انتهى سلاحا قاتلاً في ايدي رأس المال. و النفط و غيره كذلك. لك أن تتخيل أن مليارات البشر لا تملك الماء النظيف و لا ثمنه، فهل هناك سلاح دمار شامل أفتك من امتلاك الماء اغتصاباً.
وماذا عن ثمن الطاقة؟ و أمر الطاقة أكثر إدهاشاً، فمعظم البشرية حتى اليوم “تُدفىء نفسها في النهار و تصطك أسنانها برداً في الليل” وقد اصبح هذا قانونا عاما على البيض كما كان على السمر والصفر و الحمر.
والمدهش أكثر أن ثروات النفط تُنفق على ذبح الأمم و خاصة عرب سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لا تذكر فلسطين و بلاد بوليساريو الساقية الحمراء و وادي الذهب بدل أن تُرسل إلى الشمس على شكل صفائح تُلقحها الشمس بحرارتها الكريمة!!
فهل هو شعر إن قلنا إن هذه الاشتراكية السماوية والأرضية تستحق ثورة لحمايتها وإبقائها مجانية للارتواء والاغتسال الجسماني والجسدي/الروحي وإضائة النفس!