“إسرائيل” والمونديال والطريق نحو هنغاريا
كتبه- حمدي فراج
سيستمر الانشداد العربي و غير العربي لمتابعة مونديال كأس العالم حتى لو لم يظل اي فريق عربي في التصفيات بعد خروج منتخبات قطر والسعودية و تونس من الدور الاول ، ذلك ان المونديال هذه المرة يقام على ارض عربية و بنكهة عربية و بأطعمة عربية ، و سيحتفظ العرب بشكل عام و المتخصصون على وجه الخصوص بمأثرتي ان السعودية هزمت الارجنتين و تونس هزمت فرنسا .
سيحتفظ العرب ايضا ، ان المونديال في قطر قد كشف ستر العرب المطبعون مع اسرائيل ، و حشرهم في احدى زواياه الضيقة ، لدرجة ان البعض لم يخف امتعاضه من نجاح التنظيم ، فهاجم قطر و هاجم المونديال ، لكن الموقف الاسرائيلي الذي تماهى تماما مع موقفهم ، زاد في فضيحتهم و ربما في عزلتهم على صعيد الجماهير العربية من المحيط (المغرب) الى الخليج (البحرين والامارات) .
التماهي الاسرائيلي مع الاعراب المطبعين ، تمثل في شكاوى رسمية ضد قطر حيث تعرض رعاياها للخطر ، و معاداة السامية ، لكن تصريح رئيس الفيفا السويسري عشية المونديال ، تجاوز عنصرية الدين والسامية الى عنصرية الجنس الابيض والعيون الزرق قي اضهاد هذه الامة عبر ثلاثة الاف سنة ، و ها هي تونس تهزم فرنسا فيما تقصي المغرب بلجيكا و كندا عن المونديال .
تواصل هذا التماهي الاسرائيلي مع المطبعين العرب عبر مقال افتتاحي لصحيفة يدعوت احرنوت كبرى الصحف الاسرائيلية تدعو فيه الاسرائيليين النظر الى نصف الكأس الملآن (الامارات والبحرين والمغرب) حيث يذهب الاسرائيلي الى هناك بحرية و يحظى بالاحترام والضيافة . قطر ، تقول الصحيفة انها الصيغة السنية لايران الشيعية ، و تعج بالفلسطينيين ، و هذا هو النصف الفارغ من الكأس .
الامارات بدورها ، تماهت بطريقة مخجلة مع اسرائيل ، حين وجهت الدعوة للفاشي العنصري المتطرف بن غفير لحضور حفل احياء عيد استقلالها الخمسين ، والبحرين تستعد لاستقبال رئيس الكيان و سط مظاهرات احتجاجية على استضافته .
و مهما يكن من شيء ، فسرعان ما يطوى المونديال ، و تطوى معه التفاصيل ، كما طويت احداث وتفاصيل واحد وعشرين مونديالا من قبل ، و بالكاد يتذكر الناس الفريق الفائز بالكأس العالمية ، كي يتذكروا من شارك ومن لم يشارك ، واذا كانت هذه الدولة او تلك قد تأهلت للدور الثاني ام خرجت من الدور الاول ، و هكذا .
لكننا سنظل نتذكر انه في الوقت الذي كانت فيه الجماهير منكبة على متابعة احداث المونديال ، ذهبت اسرائيل لاعادة انتخاب بنيامين نتنياهو ومعه زمرة الاحزاب الكهانية و الكهنوتية ، وانها قتلت خلاله حوالي ثلاثين فلسطينيا في الضفة الغربية والقائمة لم تغلق بعد ، و بعد ايام سيسلم لابيد مفاتيح الحكومة لنتنياهو ، و سرعان ما سيتراجع عما قاله قبل شهرين في الامم المتحدة مفاخرا ، من اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بكتاب (بقرار من الله) ، لكن كل هذا جعل الكاتب المخضرم “شمعون شيفر” يقول : وأنا، مشتاق جدا للبلد التي جئنا منها ، قرية صغيرة في هنغاريا لم تعد موجودة.
إشرأب عنق اسرائيل لاستضافة المونديال بعد ثماني سنوات بمشاركة السعودية و مصر ، فهل ستستضيفه ، ام ستشق طريقها نحو هنغاريا .